رُويَ أنَّ أبا يوسفَ دخلَ على الرشيد، والكسائيُّ يداعبهُ ويمازحه؛ فقال أبو يوسف للرشيد: هذا الكوفي – يعني الكسائي – قد استفرغكَ وغلبَ عليكَ.
فقال الرشيد: يا أبا يوسف! إنه ليأتيني بأشياء يشتمل عليها قلبي.
فأقبلَ الكسائيُّ على أبي يوسف، فقال: يا أبا يوسف! هل لكَ في مسألةٍ؟
فقال: نحوٌ أم فقهٌ؟
فقال: بل فقهٌ.
فضحك الرشيد حتى فَحَصَ برجلهِ، ثم قال: تُلْقِي على أبي يوسفَ فقهاً؟
قال: نعم. ثم قال: يا أبا يوسف! ما تقولُ في رجلٍ قال لامرأته: أنتِ طالقٌ أَنْ دخلتِ الدَّارَ، وفَتَحَ أنْ؟
قال: إذا دخلتْ طلقَت.
قال: أخطأتَ يا أبا يوسف.
فضحكَ الرشيدُ، ثم قال: كيف الصواب؟
قال: إذا قال: «أَنْ»؛ فقد وجبَ الفعلُ ووقعَ الطلاقُ، وإن قال: «إِنْ»؛ فلم يجبْ ولم يقع الطلاق.
قال الراوي: فكانَ أبو يوسفَ بعدها لا يدعُ أن يأتِيَ الكسائي.
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=99&ID=15