كأنك بالعمر قد انقرض وهجم عليك المرض وفات كل مراد وغرض وإذا بالتلف قد عرض أخاذا ( لقد كنت في غفلة من هذا )
شخص البصر وسكن الصوت ولم يمكن التدارك للفوت ونزل بك ملك الموت فسامت الروح وحازى ( لقد كنت في غفلة من هذا )
عالجت أشد الشدائد فيا عجبا مما تكابد كأنك قد سقيت سم الأساود فقطع أفلاذا ( لقد كنت في غفلة من هذا )
بلغت الروح إلى التراقي ولم تعرف الراقي من الساقي ولم تدر عند الرحيل ما تلاقى عياذا بالله عياذا ( لقد كنت في غفلة من هذا )
ثم درجوك في الكفن وحملوك إلى بيت العفن على العيب القبيح والأفن وإذا الحبيب من التراب قد حفن وصرت في القبر جذاذا ( لقد كنت في غفلة من هذا ) وتسربت عنك الأقارب تسرى تقد في مالك وتفري وغاية أمرهم أن تجري دموعهم رذاذا ( لقد كنت في غفلة من هذا )
قفلوا الأقفال وبضعوا البضاعة ونسوا ذكرك يا حبيبهم بعد ساعة وبقيت هناك إلى أن تقوم الساعة لا تجد وزرا ولا معاذا ( لقد كنت في غفلة من هذا ) ثم قمت من قبرك فقيرا لا تملك من المال نقيرا وأصبحت بالذنوب عقيرا فلو قدمت من الخير حقيرا صار ملجأ وملاذا ( لقد كنت في غفلة من هذا ) ونصب الصراط والميزان وتغيرت الوجوه والألوان ونودي شقي فلان بن فلان وما ترى للعذر نفاذا ( لقد كنت في غفلة من هذا ) كم بالغ عذولك في الملام وكم قعد في زجرك وقام فإذا قلبك ما استقام قطع الكلام على ذا ( لقد كنت في غفلة من هذا )