يأخذك العجب عندما ترى "الذم بما يشبه المدح" يملأ أحاديث الرئيس عن مرءوسه وحديث المرءوس عن رئيسه.
كيف؟
قال الرئيس عن مرءوسه: إنه جاذب للستات. كأنه لم ير فيه مزية فقال ما قال، وليس ما قال مزية في الرجل العادي فما البال بمن عمله كعمله؟
ثم قال المرءوس عن رئيسه وكرره كثيرون من الببغاوات: سيرضى به الناس لأنه وسيم. كأنه لم ير له مزية إلا وسامته الموهومة غير المؤيدة من الواقع، وما هي بمزية في الرجال فضلا على الرجال المسئولين.
أيكون هذا تهوين الرئيس شأن مرءوسه وانتقام المرءوس من رئيسه انتقاما مأمونا؟ في شأن المرءوس يؤيد فن "الذم بما يشبه المدح" ذلك! إن كان ذلك أو لم يكن فإن هذه النغمة الفكرية تنبئك أن الإصلاح الحقيقي ما زال بعيدا ما دام تفكير المسئولين هو هذا التفكير الذي لا يخجلون من إبدائه وإذاعته على الرغم من رداءته وتهافته!